الاثنين، 7 أبريل 2014

نصائح قيمة عن التكبر


بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : أن يستأصل أصل الكبر من قلبه، وذلك بأمرين أن ينظر أولاً إلى نفسه فيعرف حقيقتها، وأن ينظر ثانيًا إلى ربه فيعرف مولاه ويقف على عظمة ربه، فأن يعرف الإنسان حقيقة نفسه بأن ينظر إلى أول أمره وإلى وسط أمره وإلى آخر أمره .

فينظر في أول أمره ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره ، أي ما الذي حمله على الكفر من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره ، فأول أمره نطفة مذرة وآخر أمره جيفة قذرة، ويحمل فيما بين ذلك العذرة، فإذا تفكر الإنسان إلى حقيقة نفسه وجد أن مآله إلى التراب، وأنه حقير، ولا يحسبن الإنسان أنه سيبقى إلى الدوام، ولذلك قال الله عز وجل : ثم إذا شاء أنشره ، أي مآله إلى الله تبارك وتعالى، ومن ثم ينظر الإنسان إلى ربه تبارك وتعالى، وذلك بالتفكر في آلاء الله عز وجل وعجائب صنعته، فيتفكر في الجبال والبحار، وفي نفسه كيف خلقه الله عز وجل وصوره إنسانًا فمن عرف حقيقة ربه عرف حقيقة نفسه، ومن عرف حقيقة نفسه حقًا عرف حقيقة ربه تبارك وتعالى كما قال بعض العلماء .


ثانيا : أن يعارض أسباب الكبر، فإن كان سبب كبره الحسب والنسب فلينظر إلى أبيه كيف كان نطفة مذرة، فلينظر إلى أبيه وجده وجد جده، أين هم؟ أليسوا في التراب؟ فلربما من ترابهم صنع ما صنع من البنيان، فكذلك يذهب الإنسان الكبر بسبب الحسب والنسب .

وإذا كان الكبر بسبب الغنى فليتفكر الإنسان أن اليهود من أغنى العالمين، فيا لها من خصلة يسبق فيها الإنسان يهودي، ذمه الله عز وجل، فخصلة الغنى ربما تذهب بين عشية وضحاها، فإذا قدم سارق وسرق ماله أصبح صفر اليدين لا يملك ما يتكبر به .

 وإذا تكبر بقوته وعظمته فليتفكر في الأمراض والعلل التي تنتابه، فإذا مرض وإذا أصابته حمى فإنه يصبح هزيلاً ضعيفًا، وإذا تعطل شيء من أعصابه أصبح لا يتحرك، وإذا كان الكبر بسبب العلم فليتفكر وليتنبه بأن للعلم تبعة، وأن الله سبحانه وتعالى يقضي يوم القيامة فيكون أول المقضين يوم القيامة رجل تعلم العلم ليقال عالم، وقرأ القرآن ليقال قارئ، فيكون أول المسحوبين على وجوههم في نار جهنم، ومن ثم يتفكر أيضًا أن الله سبحانه وتعالى يمقت المتكبرين ،

وأن الله عز وجل لا يحبهم ولا يوفقهم .


و صلى الله وسلم على سيدنا محمد .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

آداة خاصة بالسلايدر لا تحررها

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More